زياد الرحباني.. حفل ناجح رغم استياء بعض الحاضرين
بعد أسبوع من الحداد، إثر وفاة الرئيس التونسي الرّاحل 'محمّد الباجي قائد السّبسي'، كانت ليلة الجمعة 2 أوت 2019 بمهرجان الحمامات الدّولي من نصيب الفنّان والملحّن اللّبناني المعروف بأسلوبه السّاخر، النّاقد والعميق، 'زياد الرّحباني' مع الجُمهور التونسي لأوّل مرّة.
زياد الرحباني كان مصحوبا بفرقة تضم 14 عازفا من بلدان مختلفة على غرار لُبنان، وسوريا، أرمينيا وهولندا من ضمنهم الفنان والعازف المصري 'حازم شاهين' والذي قدّم باقة من الأغاني التي اشتهر بها. وتميّزت هذه الأخيرة ببعدها النقدي المُعالج لمواضيع عديدة أهمّها الأوضاع السياسية والاجتماعية للشعوب العربية مثل أغنية 'اسمع يا رضا'، و'أنا مش كافر'، و'شو هالأيام'، و'تلفن عياش' وغيرها...
وشهدت السهرة تنوّعا للآلات الموسيقية بين آلات النفخ والإيقاعوالآلات الشرقية.. بين 'البيانو' و'القيثار الكتريك' و'الباص' والعود و'الساكسوفون' و'الترومبيت' و'الترمبون'.
وخلال السهرة، قدّم 'الرحباني' مجموعة متنوعة من مؤلفاته، شملت أعماله القديمة والجديدة منها 'الشرق الأوسط'، و'هدوء نسبي'، و'الأمل بجزئيها الأوّل والثاني'، إضافة إلى 'القافلة'، و'ميس الرّيم' و'رمادي ع رصاصي'.
لكن هذه الباقة المتنوعة لم تُسعف العازف، والملحن والمؤلف زياد الرحباني من استياء بعض الحضور الذين عبّروا عن رغبتهم في تأدية الفنان نفسه لبعض الأغاني لا سيما أنّهم اعتادوا على مُشاركته في عروضه من خلال تقديم النصوص الغنائية التي حبّذها الجمهور بأسلوبه وطريقته.
كما عبر البعض عن استيائهم من المدّة الزمنية للعرض التي أقصت بعض أغانيه المطلوبة لدى الجمهور والتي لم يُبرمجها 'زياد' ربّما رغبة منه في إعطاء أعماله الجديدة فُرصتها.
لقد عرف الجُمهور "الرّحباني" بأسلوبه المتفرّد في الطّرح بموسيقاه وفنّه الذي يحمل من روحه الخاصة الكثير، ورغم نُقص التفاعل المُباشر بينه وبين الحضور على الرّكح، إلاّ أنّها كانت سهرة ناجحة حضرت فيها نصوص الفنّان الساخرة في حلّتها البسيطة في ظاهرها، والعميقة في أبعادها الفنيّة النقدية، ليسجّل أوّل حضور له مع الذائقة التونسية.
هذا مع الإشارة أن الليلة السّبت 3 أوت 2019 مصافحته الثانية على الرّكح ذاته.
*سامية